الرئيسية / كتاب الموقع / دام حُبّكم وفاض ودّكم

دام حُبّكم وفاض ودّكم

 

الدكتور ناصر نايف البزور

هذا موسم منشورات التحذير من عيد الحُبّ ووصفه بالكفر والبدعة والفسوق والعصيان….🤔 وللتنبيه والتوضيح، فالبدعة، يا سادة، هي كلّ ما زاد في الممارسة على العبادة وعلى المُعتقَدِ في العقيدة…🤔 أمّا في السلوك والمعاملات فهذه الزيادة من باب الإتقان والإبداع والإحسان…🤔 ونحن مأمورون في ديننا بالإتقان والإحسان في كلّ ما نقول وكلّ ما نفعل…🤔 وهذا مِن هدي سيّد الخلق في قوله: “إنّ الله يُحبُّ إذا عملَ أحدكم عملاً أن يُتقنه”؛ وهو مِن توجيه ربّ الخلق في قوله: ” وأحسنوا إنّ الله يُحبُّ المُحسنين”…🤔

ديننا يا سادة هو دين الحُب… وهناك مئات الآيات والأحاديث التي تدعونا إلى الحُبّ بأنواعه…🤔 لذلك فنحن أولى من غيرنا بالحبّ…❤ والرسول عليه الصلاة والسلام عندما دخل المدينة وجد اليهود يحتفلون؛ فسأل عن ذلك فقالوا له: هذا هو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى من فرعون… فقال: نحن أولى بموسى منهم…🤔 فجعل يوم عاشوراء يوم احتفال وصوم…🤔 ولذلك فنحن أولى من غيرنا بإظهار الحُب دون أن نُسمّيه فالانتاين… فقط نُسمّيه يوم الحُب أو يوم شحن الحب…🤔

للأسف يا سادة فقلوب معظم الناس في مجتمعاتنا تفيض أحقاداً وكرها وحسداً وبغضاً وغيبة ونميمة وسحراً وتمائم (وجميعها من الكبائر)… ثمّ يقولون لنا: عيد الحُبّ بدعة….🤔🤣 لهؤلاء نقول: عندما تتخلصون من ارتكاب هذه الكبائر التي لا خلاف حولها، يمكنكم الحديث عن البدع الخلافية…🤔

يا سادة، قلوبنا تصدأ وتمرض ويُصيبها الفتور والملل ولا بأس بأن يكون في العام يومٌ لعلاج القلوب وشحنها وشحذها دون نيّة التقليد الأعمى والتشبّه المقيت… إنّما الأعمال بالنيّات… بل بنيّة الاقتداء والتأسّي بنبيّنا عليه أفضل الصلاة والسلام… 🤔

يا سادة، لن تكون هناك أيّ مفسدة لو تبادل الأزواج الهدايا اليوم أو غداً بل ستحصل الفائدة وتزداد السكينة والمحبّة والمودّة التي جعلها الله حكمةً مِن حكَم وآيات الزواج…🤔 ورسولنا قد سبق فالانتاين وروميو فقال عن خديجة: “إنّي رُزِقتُ حُبّها…”🤔

يا سادة، أتحدّى 99% مِن الأزواج أن يقول أحدُهم عن زوجته الصالحة أمام أهله ودون خجلٍ: “إنّي رُزِقتُ حُبّها” أو أن يقول: “زوجتي أحبُّ الناس إلى قلبي” أو أن يقول: “لا تؤذوني في زوجتي”؛ أو أن يقول: “زوجتي خطٌ أحمر ولا أسمحُ لأحدٍ أن يَمسّها بكلمة…”🤔🤣 وأتحدّى 99.9% من الأزواج أن يقوم أحدهم بوضع رأسه على كتف زوجته أو أن يقوم بتقبيل جبينها أمام أهله…🤔

وأتحدّى 99% من النساء أن تقول أمام أهلها عن زوجها الصالح ودون وجلٍ: “إنّي رُزِقتُ حُبّه” أو أن تقول: “زوجي هو دُنيتي وجنّتي فلا يُؤذيني أحدٌ فيه…” أو أن تقول: “زوجي خطٌ أحمرٌ ولا أسمح لبشرٍ أن يُسيء له بكلمة”🤔🤣 وأتحدّى 99.9%من الزوجات أن تقوم إحداهُن بوضع رأسها على صدر زوجها أو أن تقوم بتقبيل جبينه أمام أهلها…🤔 مع أنّ هذا هو الأصل وهذا هو الواجب الشرعي والأخلاقي…🤔 وقد فعلَ هذا نبيّنا، عليه أفضل الصلاة والسلام؛ وفعلته حبيبته خديجة وحبيبته عائشة، رضي الله عنهما…🤔

بل على العكس تماماً؛ فإنّنا نجدُ الزوج يزأر في وجه زوجته ويقول لها: “أختي خط أحمر” وأخته ظالمةٌ غاشمةٌ ومُجرمة؛ ونجدُ الزوجة تجعر في وجه زوجها وتقول له: “أختي خط أحمر” وأختها حقودةٌ حسودةٌ ومُشعوِذة…🤔 فما رأيتُ “أحمر” مِن أمثال هؤلاء الأزواج ولا “أحمر” من هذا المنطق المخالف للعقل والمخالف لكتاب الله والمخالف لهدي رسوله…🤔🤣

يا سادة، لقد جعلَ الله زواجكما آية مِن آياته التي جعلها محطّ ومناط التفكّر والتدبّر والإعجاز؛ وقد جمع اللهُ بينكما بميثاق غليظ (تلاشت به وأمامه بالإفضاء جميعُ الخطوط الحمراء)؛ والله قد جعلَ مقدار حُبّ الزوج مُحَدِّداً لمكان الزوجة من الجنّة برضاه عنها ومكانها من النار بسخطه عليها؛ ثمّ يكون لغيركما بينكما قداسة وخطوط حمراء… ألا ساءَ ما تحكمون🤔

يا سادة، هذا الجفاء وهذا الفتور وهذا البرود العاطفي وهذا الخوف هو الخلل الحقيقي في معظم بيوتنا؛ وهذه القسوة وهذه اللامبالاة هي المُصيبة الكُبرى في علاقات معظم الأزواج في مجتمعاتنا… وهذا القصور وهذا الجهل في فهم شرع الله هو سبب انهيار الكثير من أسَرِنا….🤔 ثمّ يأتيك بعد كلّ هذا مَن يتحدّث عن بدعة عيد الحُبّ… فلا حول ولا قُوّة إلّا بالله… والله المُستعان على ما يصفون…🤔 #للعقول_الراقية

3 تعليقات

  1. البدعة لغة: ابتداءُ الشيء وصنعُه لا عن مِثال سابق؛ فهي مأخوذة مِن البِدْع، وهو الاختراع على غير مثال سابق،أما البدعة في الشرع، فهي: ما أُحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من عقيدةٍ أو عمل.
    اقسام البدعة
    الابتداع على قسمين: ابتداع في العادات؛ كابتداع المُختَرعات الحديثة، وهذا مباح؛ لأنَّ الأصل في العادات الإباحة، وابتداع في الدين، وهذا محرَّم؛ لأن الأصل فيه التوقيف؛ عن أمِّ المؤمنين أم عبدالله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: ((من أحدث في أمرِنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))؛ رواه البخاري ومسلم.وكل بدعة في الدين – مِن أيِّ نوع كانت – فهي محرَّمة وضلالة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وإياكم ومُحدَثات الأمور؛ فإنَّ كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)).

    حكم الاحتفال بعيد الحب

    لا يجوز للمسلم الاحتفال بشيء من أعياد الكفار؛ لأن العيد من جملة الشرع الذي يجب التقيد فيه بالنص.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه (عنها): (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) وقال: (لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه) كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج؛ فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة

  2. حضرة الدكتور ناصر ، كما تعلم وأنت استاذنا أن الواجب الشرعي على العلماء والدعاة بيان موقف وحكم الدين من مستجدات الحياة التي تطرا على مجتمعنا الإسلامي فنحن جزء من هذا العالم المفتوح على بعضه ، فلا يجوز التهاون في الهجمات الشرسة والغزو الفكري والسلوكي الذي تتعرض له أمتنا ، حتى نحافظ على هويتنا الإسلامية.
    وكما تفضلت فإن تعاليم شريعتنا قد أمرت بكل ما فيه الخير والصلاح والسعادة والرقي في كل مجالات الحياة ،وفي سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المثال الحي والتطبيق العملي على هذه التعاليم .
    وكما هو معلوم للجميع أن ما يعرف بعيد الحب ( الفالنتاين) ليس تطورا إنسانيا أو سلوكا إيجابيا في مجال علاقة الناس فيما بينهم ، بل هو ردة فعل للكبت والأخلاق السيئة وحب الرذيلة ، وليس من المعقول ولا المقبول الأخذ بمثل هذه التصرفات باعتبار أنها سلوكات اجتماعية ولا تتعارض مع ديننا .

  3. دس السم بالدسم