الرئيسية / كتاب الموقع / اكلوا ميراث امي

اكلوا ميراث امي

بسام السلمان

ونحن نودع شهر المحبة والخير والبركة، شهر رمضان فاجئتني سيدة برسالة تشكو فيها اقاربها الذين اكلوا ميراث امها وحرموها من كل ما تركه جدها، بل انها تؤكد انهم نصبوا عليهم بصورة قانونية وحرموا جميع النساء من كل ما كان يملكه الاب، وتناشد تلك السيدة كل من يعرف ما الحل؟

وقال لي صديق: “في وقت لم يكن بالحسبان وبغفلة من الزمن، راح احد الاغنياء يندب حظه عندما قرر الأطباء انه سوف يخضع لعملية جراحية خطيرة في الرأس، فراح يتحسب ألف حساب بسبب خطورة العملية التي يمكن أن تقضي على حياته، وبدت الحياة لديه قاتمة، وبدا عليه الإرباك، وصار يعد العدة لمفارقة الحياة، وتوديع أسرته وما جناه طيلة سنوات عمره، من عقارات ومنقولات، وبدأ يوزعها على أل بيته في وصية أراد كتابتها لتبيان توزيع أملاكه، لان الحياة لا يؤمن جانبها ألان.
وقام بتوزيع الحصص على أولاده بما يراه مناسباً، وبحسب خبرته، وعندما جاء على ذكر زوجته وبناته، راح يذهب مذاهب أخرى لأن نصيب الزوجة عنده حسب الموروث الاجتماعي الذي عاش فيه، لا يحق لها بأن تأخذ أي شيء أو تمتلك أي شيء، أو أن ُيسَجل باسمها في السجل العقاري أي شيء، فقط حقها بالانتفاع بالمسكن البسيط الذي “لا يشفي الغل” كما ’يقال، لان الِورثة بكاملها تذهب للأبناء الذكور فقط والإناث خارج اللعبة ولا يمكن ألاستفادة من ورثة الأب.
لكن شبح الموت لم يثنيه عن فكرته المستلبة للمجتمع والتي أسسها بأن الذكر هو عصب العائلة، والبنت لا ميراث لها، لأنها سوف تتزوج وتأخذ حصتها وارثها لبيت زوجها، وهذا يضيع ميراثه الذي سوف ينتقل إلى ملك رجل غريب. لذا فضل أن تبقى زوجته وبناته تحت مطرقة أولاده وسندان زوجاتهم أفضل من تبديد ثروته في أياد غريبة .
“أريد حصتي كاملة، بلا نقص، كما أنزل الله في كتابه” – هكذا ردت “س ” على أشقائها عند محاولتهم استرضاءها هي وشقيقاتها مستخدمين الأساليب الودية ومحاولات التخجيل عندما طالبت نساء العائلة بحصصهن؛ حيث عرض الأخوة عليهنّ مبالغ متواضعة، مقارنة بقيم حصصهن الكاملة، مقابل أن يتنازلن عنها.

تقول س: “لا ألوم من اختارت التنازل عن حقها من شقيقاتي، أنا أتفهمهن، لقد مللن، وشعرن بالقرف بعد كل هذه السنوات”، وتضيف: “ولكني لا أستطيع فعل ذلك. إخواني الآن يتمتعون بأموالهم وأموالنا التي لنا حق فيها، ونحن في عوز. وإن لم أحصل على حقي في الدنيا، سآخذه في الآخرة”.

حرمان الأنثى من ميراثها حرام في الشريعة الإسلامية، وهو أكل للأموال بالباطل، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”.

 

 

2 تعليقات

  1. لا حول ولا قوة إلا بالله
    الميراث يهلك صاحبه بعد الموت إن وزع قبل وفاته وتم حرمان الإناث وللأسف كثير من العشائر في الرمثا تسير على نفس النهج من ظن انه يورث ابنه الذكر البطل فهو في الحقيقه يورث زوجته الغريبه عنه بغير ما يورث لإبنته الضعيفه فكيف يرضى بتلك القسمه التي حرمها الله
    اتقوا الله في بناتكم واعلموا أنكم ملاقوا الله وسيحاسبكم على اموالكم من أين اكتسبتموها وفيما انفقتموها

  2. الظلم ظلمات

    فيه نسوان لما يكون جوزها معه مصاري بتتنازل عن ورثتها من طيب خاطرها

    ولما ينفقر جوزها بتصير تدعي ع اخوتها الذكور

    النسوان ثلثين الحق عليهن مين قلك تتنازلي !!!!!