رؤى الجميلة

بسام السلمان

ذات مساء وهي تجلس في حضن أمها وقربها اشقائها سألتها” شو بدك تطلعي يا رؤى لما تكبري؟.

صفنت رؤى ذات الخمس سنوات، نظرت من نافذة الغرفة المطلة على الشارع، عادت بنظرها الى أمها قالت لها” لما اكبر بدي ادرس طب واصير دكتورة واعالج المصابين قبل ان يستشهدوا”

ابتسمت امها ومسحت على شعرها الطويل وقالت” الحمد لله الذي جعل اطفالنا يفهمون معنى الشهادة واستمرارها من جيل الى جيل”.

وكبرت رؤى وتفوقت في مدرستها، كانت من الاوائل حتى في ارتقائها الى السماء،  كانت تحمل في رأسها وقلبها هما واحدا، مساعدة المصابين قبل ان يستشهدوا، واستجاب لها الله، ودخلت كلية الطب ولكن الله سبحانه وتعالى يحبها اكثر واكثر فقد استجاب لدعائها في سجودها اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك.

رؤى همام إسماعيل هنية حصلت على معدل 97 في الثانوية العامة مما أهلها لدخول كلية الطب في الجامعة الإسلامية التي لطالما حلمت بها، رؤى حفيدة رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية، رؤى ‏قبل عام أكملت حفظ القرآن واهدت ذلك لوالديها ولجدها ولأهل غزة وبالامس اهدت غزةَ روحها.

رؤى حبيبة غزة، جميلة البسمة التي لم تستطع شمس الدنيا حجبها، جميلة جدها ووالديها، تعجز حروف الابجدية من وصفها وحتى نعيها !!!

كانت تعالج المصابين من القصف الإسرائيلي لكل المدنيين، رؤى طيبة ومسالمة، ولكن غدر الاحتلال أنهى حياتها وهي تساعد في تقديم العلاج للمصابين من القصف الهمجي المدمر.

‏وجاء استشهاد رؤى  ردا على المتصهينين الذين يقولون إن أبناء هنيه يسكونون الفنادق في الخارج، ارتقت شهيدة بعد قصفها داخل صفوف مدرستها.

‏اللهمَّ سخر لفلسطين ملائكة السماء وجنود الأرض ومن عليها وأفتح لهم أبواب توفيقك ويسر أمرهم وقوي عزيمتهم ومد صبرهم اللهمَّ أكرمهم وأحفظهم واجعل لهم من كل ضيق مخرجا اللهمَّ أنصرهم على من عاداهم وأفتح لهم فتحا مبينا

‏ اللهمَّ احفظ فلسطين وأهلها يامن لا تضيع عندك الودائع