ايام في مدينة رسول الله

بسام السلمان – المدينة المنورة
اجمل اللحظات تلك التي اعيشها في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام، وعلى الرغم من انها ايام قصيرة لا تذكر الا انني اشعر بمتعة مختلفة، ففيها عاش الحبيب وفيها دفن وفيها قبره بالقرب من الروضة ومنبره وصاحبيه ابي بكر وعمر.
ويصعب الامر علي أن اصف مكانا طيبا وطاهرا وحبيبا كالمدينة المنورة، والتي يضم ترابها خير البشر قاطبة، محمدا صلى الله عليه وسلم، وفيها مسجده المبارك وثرى أهل بيته الأطهار وصحبه الكرام، ومن ربوعها انطلقت شعلة الهداية ومبدأ الأخلاق الحقيقية، وبدايات النصر والدولة.
اتمشى في طرقاتها احيانا شبه مغمض العينين، اتخيل خطواته عليه السلام وخطوات صحابته، واقول هنا حلو وهنا مشوا وهنا كانوا يجلسون ويحدثهم باحاديثة التي كان لها وقع كبير في نفوسهم، {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: 7].
كل زاوية في هذه المدينة تحكي حدثا لرسول الله وصحابته، وحدثا قبل هجرته، وفي سمائها كان يحلق جبريل حاملا الوحي وكلام الله لينزله على النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم.
كان يطلق على المدينة اسم يثرب وعندما هاجر إليها الرسول عليه الصلاة والسلام أطلق عليها اسم المدينة المنورة، التي تضم أول مسجد بالإسلام، مسجد قباء، إلى جانب المسجد النبوي وقبر الرسول محمد.
زرت الكثير من المعالم الاسلامية في المدينة وتركتها متجها الى مكة حزينا في الوقت الذي كنت اجهز نفسي فرحا للطواف في بيت الله العتيق والتضلع بماء زمزموالسعي بين الصفا والمروة.
وصلنا مكة برفقة طيبة من اهلنا في الرمثا من خلال شركة تلبية، ولم ينسوا في صباح اليوم الثاني بعد ان ادينا مناسك العمرة لم ينسوا طهي الطعام الاردني وتقديمه لنا من المنسف وشوربة العدس وقلاية البندورة وصولا الى الزلابية.