الرئيسية / كتاب الموقع / الدكتور معتصم الدرايسة يكتب..الدولة العميقة

الدكتور معتصم الدرايسة يكتب..الدولة العميقة

 

الدكتور معتصم الدرايسة يكتب..الدولة العميقة

كثيرا ما نسمع بما يسمى بالدولة العميقة….فما هي الدولة العميقة وهل لدينا في الأردن مثل هذه الدولة؟

يفسر المؤرخ الأمريكي روبرت باكستون الدولة العميقة بانها “حكومة خفية تآمرية تعمل خلف الكواليس تمثلها مراكز قوى بعيدة عن الأعين تعمل ضد المصالح الوطنية وتكبح تطورالدولة وتسلب مواردها بشتى الوسائل وتعرقل نمو المجتمع.”، وبالتالي فالدولة العميقة هي دولة داخل الدولة تمتاز بانها غير خاضعة للمحاسبة المباشرة سواء الرسمية أو الشعبية وإنما تتستر وتتمترس خلف المؤسسات الحكومية التنفيذية.

إذن، فالدولة العميقة هي نسيج مجموعة من التحالفات والشبكات الممتدة داخل الدولة نفسها، ويشمل هذا النسيج بعض المسؤولين التشريعيين (نواب وأعيان) والتنفيذيين (وزراء وكبار مسؤولين) وأمنيين ورجال أعمال تربطهم مصالح مشتركة ويعملون على تطوير مصالحهم المشتركة وامتيازاتهم وحمايتها حتى لو كانت مخالفة للقوانين السائدة في المجتمع.

فهل يوجد لدينا دولة عميقة في الأردن؟

باختصار، نعم يوجد لدينا دولة عميقة، ولو نسبيا، تعمل على مقاومة التغيير الجذري في البنى السياسية والإقتصادية والإجتماعية، مع أنها غضت الطرف إلى حد ما عن بعض التغييرات الشكلية (الديكورية) المحدودة جدا إستجابة لمطلب الشارع من جهة وشراء للوقت من جهة أخرى، على أمل أن تتغير الظروف لوقف مسار التغيير الذي يرغب به الملك عبدالله الثاني والمتمثلة في أفكاره المطروحة في أوراقه النقاشية السبع.

فهل يأتي اليوم الذي نتخلص به من هذه الدولة العميقة ووضع حد لطموحاتها الشيطانية؟!

5 تعليقات

  1. مواطن أردني

    فئه تقتات على أوجاع وجيوب المواطنين
    عليهم من الله ما يستحقون

  2. معتصم درايسه

    إلى الاخ فهمي العزايزه:
    شكرا على الإفاضة الطيبة…العقد الاجتماعي لدينا عبارة عن كلام إنشائي لايجد طريقه الى التطبيق وكل مايقال وقيل قبل فترة عن العقد الاجتماعي في الاردن ليس الا ذرا للرماد في العيون…..فالنوايا الحسنة للإصلاح ليست متوفرة وليست حقيقية والكثير من المسؤولين الفاعلين في كافة مكونات الدولة باستثناء الشعب مستفيدون من ديمومة واستمرار “الدولة العميقة” فهم (من اعلى السلم الى أسفله) ليسو الا أطراف فاعلة في هذه الدولة العميقة المستترة يؤمنون ايمانا عميقا بسياسة اللف والدوران ومنهجية “مكانك راوح” لكبح جماح اي تغيير متوقع.
    تحياتي

  3. حزين عليك ياوطني

    لا نيه حقيقيه للإصلاح وإلا فمن الممكن وضع حد لهذه الفئة التي تتاجر بالوطن والمواطن ولا يهمها سوى مكتسباتها…..كان الله بالعون

  4. فهمي عبد العزيز

    في مؤلف لعالم الاجتماع الفرنسي “برتراند بادي” بعنوان: الدولتان: السلطة والمجتمع في الغرب وفي بلاد العرب”، طرح سؤال الدراسة: لماذا تطورت الدولة في اوروبا من دولة الأمير إلى الدولة الحديثة، ولماذا لم تتطور كذلك الدولة في بلاد العرب إلى دولة حديثة..؟
    وفي مجرى إجابته يرى “برتراند بادي” أن العملية التاريخية في أوروبا أسفرت عن ظهور مجال سياسي، أي خاص بالممارسة السياسية، وفق ما تمخضت عنه نظرية العقد الاجتماعي لروسو، بظهور طرف ثالث هو “الشعب” و”المصلحة العامة” و”بناء الشرعية على أساس “التعاقد”، فإن أخفق “الأمير” يمكن عزله، وبهذا ظهرت “الحداثة السياسية”… أما في بلاد العرب؛ فما تزال الدولة هي الأمير، والأمير هو الدولة.. والسبب برأي برتراند بادي أن المجال السياسي في هذه البلدان ما يزال كما هو في القرون الوسطى، مجالا يحتله “الأمير” بمفرده..؟!
    علاوة على ذلك فإن سلطة الحكم تتغذى على البنية المجتمعية التقليدية، وتعيد إنتاجها عبر محطات سياسية.. كما في الانتخابات مثلا.. ومن ثم على تشكيل البنية الفوقية للدولة (السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية بفرعيها النواب والأعيان، وما بينهما من “نخب اقتصادية وبيروقراطية إدارية وأمنية) بمعنى تسيد تحالف من “الدولة العميقة” تمتد من القمة إلى القاعدة، كلاهما يُغذيان الظاهرة ويحولان دون التحول نحو نموذج Model الدولة الغربية الديمقراطية الحديثة.. فكلاهما يتغذيان من الجذور ذاتها.. وبالنتيجة تكون الثمار ذاتها أيضا..!!

  5. مواطن مهموم

    كافانا الله شر هذه الزمرة الشريرة واوقعها في شر أعمالها…..ناس بطلت تخاف الله….الله ينتقم من كل فاسد